-->

مذكرات رجل أحمق





هذا هو نقاش كل صباح :

هذا أنت كل صباح
 تهدد نفسك في مرآة المصعد توبخها ،
تطلب من نفسك أشياء ،
 توزع المهام على حواسك وأعضائك
 وتقول  : يوم جديد ،
لا تخذلني يا زوربا
 تشعر بالحماسة تمتلأ بالقوة تصرخ :
اذهب وانقض على على العالم يا فتى عند المساء ،
عند عودتك تفضل الصعود على الدرج
 كي لا تلتقي عيونك مرة أخرى بعيون ذلك الشخص الذي يعيش في مرآة المصعد .

* * * * * 
أحمل هاتفي بيدي
أخلق حواراً مع نفسي 
أبتسم , وأرد بكل هدوء على سؤاله 
(شو عندك اليوم المسا ) .؟!


غالبا ستتمكن من ايجادي في الباركينج عند الرابعة عصرا ،
 في هذا الوقت أكون ضعيفا جدا ،
 وحزينا جدا ولا أكون قد عثرت بعد على وجهة مناسبة لأذهب إليها .
تستطيع الاتصال بي في أي وقت ،
 سأرد على الأغلب اذا حدث و أجبتك على الهاتف ستجدني فكاهيا وسأجعلك تضحك ،
 لكني لا أنصحك بمقابلتي وجها لوجه .
أفشل دائما في فعل أشياء مفيدة
 أدخل مصعدا في بناية عالية وأضغط كل الأزرار
 أفتح يوتيوب ،
 وأشغل ثلاثة أغاني لأزنافور دفعة واحدة
 أتكلم مع الصور
 أسخن الهواء في المايكرويف
 أحدق في جدار ما ،
 وأفكر بامرأة بعيدة و في كل صفقاتي الخاسرة التي عقدتها مع هذه الحياة
 أكتب كلمات في الهواء حتى أنا لا أفهمها أكاد أجن ...
 أكاد أجن
 آخر مرة نظرت فيها إلى نفسي في المرآة ،
 كانت في الصيف الماضي أخمن أني اكتسبت وزنا ،
 لابد أني أبدو الآن أكبر في السن .
لدي قلق مستمر نحو المستقبل ،
 ونحو الحاضر ، نحو الماضي ،
 في الحقيقة لدي قلق طوال الوقت
 ونحو كل شيء.
لدي مرسم صغير ، 
إذا شاهدتني من الخلف وانا اعمل ،
 ستظن أن الاقتراب من رسام يرسم للأطفال سيكون أمرا مسليا وقد تفكر بالاقتراب ،
 انا عادة لا أنصح أحدا بالاقتراب
 فغالبا ما أكون قد بدأت بإيذاء نفسي .
لاأرغب بالمزيد من العمل مع قلبي ، 
اكتفيت
 لدي قط أبيض سمين اسمه داروين،
 أحب القطط لأنها لا تتكلم كثيرا ولا تتدخل في مزاجي ولا تحاول معرفة سبب غضبي المستمر،
 ولا تسألني : لماذا تكون ضعيفا إلى هذا الحد عند الرابعة عصرا ؟

* * * * * 

 في المساء على أريكتي أسأل ؟
بماذا تفكر ؟
 افكر بمكعبات ثلج تستقر في القوالب الآن في الفريزر
 أفكر لو تنبت لها أرجل ،
 ويصحو ضميرها ،
 وتأتي إلى غرفتي وتقفز في الكأس ،
 تأتي هكذا مثل أي مكعب جليدي طيب .

 ثم افتح هاتفي 
واتصل برقم عشوائي
 وبلا سابق انذار اقول :
الذئاب لا تتزوج إلا مرة واحدة في حياتها،
 ولو مات شريكها فإنها تبقى بلا شريك حتى تموت . 
يا صديقي .. أن أهل البشر زناة لديهم قلوب من إسمنت
 وأصواتهم مخيفة كموسيقى المصاعد الإلكترونية

* * * * * 


TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

تحدث حتى أراك

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *