-->

صباح آخـر


صباح الخير هي مقتطق من مقطتفات الديوان الشعري ( نعمان يسترد لونه )
 ل العظيم ابراهيم نصرالله نشرت عام 1984 لتحميل الديوان كامل تواصل معنا 



موقُد النارِ والقهوةُ الساخنةْ:
لونُ هذا الصباحْ
... ...
الغبارُ.. الثيابُ..
انحسارُ السماءِ وبعضُ الهواءْ:
لونُ هذا الصباحْ
... ...
شارعٌ.. طفلةٌ.. ودمٌ وزفافْ:
لونُ هذا الصباحْ
... ...
في يدها البندقيةُ..
رائحةُ المنزلِ الطَّيبِ.. الشجراتُ.. وصمتُ الأحدْ
- من أيّ أُغنيةٍ تعبرين الطريقَ إليّ؟
- من الجوعِ..
تمتدُّ ما بيننا مدنٌ وسجونٌ
فنجرحُ أوطاننا
ونؤاخي الرّصاصَ.. الخنادقَ.. والبرتقالْ
وتمتدُّ ما بيننا مدنٌ.. وجنودٌ
نغادرُ أسماءَنا ثم ندخلُ في طلقةٍ أو سؤال
فتشتعلُ الحربْ
- باسمِ أجراسِ هذي الكنائسِ.. والصفقاتْ؟!
- نعمانُ.. هذا الصليب الذي يسكنُ الصدرَ 
من شجرِ « السَّلطِ » للرّقبةْ
ينحني دامياً في الظلامِ على عزلةِ العتبةْ
ويخبئُ أكثرَ من مرأةٍ مُتعَبةْ
- امنحيني إذنْ شمسَهُ
وزيتونَهُ.. ويدَ الزَّارعينْ
تُطوِّقُهُ بيدينِ من الحبِِّ.. والياسمينْ
- جميلٌ.. جميلْ!
يضحكانِ..
- نزورُ الكنيسةَ، يا مَلكي، بعد حين!
- أحبكِ
إني أُحبكِ
يرتفعُ الصوتُ بالشجرِ.. الناسِ..
ترتعشُ الأرضُ
- إني أحبكِ
ينسكبُ الأفْقُ..
... ...
في يدها البندقيةُ
في يدهِ الطلقاتُ ودفءُ أصابعها
ويذيبُ الصّباحَ بفنجانها!
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

تحدث حتى أراك

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *