-->

الجمعة نادي الوحيدين



الجمعة نادي الوحيدين : رُزمة ألم على شكل خواطر منفصلة ، عددها سبعة (7)

خاطرة رقم واحد * * * * *

أخاف من صباحات الجمعة ومن نصوصي القديمة
أخاف من صورك التي تظهر فجأة على انستغرام
أخاف أن يحدث شيء
وأخاف أن تبقى الأمور هكذا
أخاف من الأسئلة
وأخاف أكثر عندما أعثر على أجابات
الجمعة سؤالي الكبير
و الاستيقاظ مبكرا سؤال آخر
وهذه العائلات التي استيقظت في البيوت المجاورة
هي اسئلتي التي تفرك عيونها الآن .
الجمعة مرآة داخلية ،
عدسة مكبرة لمشاكلك في الحياة
فخ شفاف
فنجان قهوة على الطاولة يخرج لسانه لك
الجمعة حفرة ترتدي بيجاما مخططة
الجمعة نادي الوحيدين .

خاطرة رقم اثنان * * * * *

كما تجلسين في سيارتك الصغيرة
محشورة بين المقود والكرسي
أجلس أنا داخل هذه الموسيقى .
أنت الآن ،
في الطريق إلى حياتك ،
وأنا في الطريق
إلى أمراضي كلها...

خاطرة رقم ثلاثة * * * * *

أكتب ملاحظة على ورقة صغيرة
اعلقها على الثلاجة
"خرجت للتمشية ، ربما أتأخر
لا تنسي وضع الخبز في الثلاجة "
وأرسم وجها ضاحكا
أعرف أني أعيش لوحدي
و أعرف أن لا أحد سيقرأها
ومن أجل هذا
من أجل هذا فقط
أنا كتبتها ..

خاطرة رقم أربعة * * * * *

كأني شخص آخر ، كأني أشاهد فيلما ،
 أراقب حياتي عن بعد ،
و في بعض المواقف أنسى نفسي وأصرخ : على البطل أن يتدخل الآن،
 أن يفعل شيئا ، عليه أن يتصرف ،
لا يجب عليه أن يبقى هكذا ،
 كأنه يشاهد فيلما ، كأنه يراقب حياته عن بعد  !!

* * * * * خاطرة رقم خمسة

هل هناك وحدة لقياس الرغبة ؟
الرغبة في الموت
الاختفاء على أقل تقدير ،
هو ما يندفع إليه كياني بالكامل
هو الدرجة الأخيرة في سلم الرغبات
لا شيء يفوق هذا عندي
واني استقبله بذراعين مفتوحتين
كما تستقبلون أحبتكم
هل هناك وحدة لقياس شدة العناق ؟
لا أرضى بأقل من هذا
أن تتكسر عظامي وتنسحق بين ذراعيه
أن ينطبق قفصي الصدري بحيث أعجز عن التنفس
أن يذيبني فيه
إني أضم الموت إلى صدري
كما تضمون أبنائكم .

* * * * * خاطرة رقم ستة

اعطني مهمة أخرى يا سيدي
أعطني دورا آخر غير هذا
اعطني دور محمصة خبز ، سيكون أفضل مما أنا عليه
أعطني دور اصبع
مكنسة كهربائية
اشارة مرور
قنفذا بريا
إجعلني هاتف نوكيا لو أردت
لكن
لو سمحت
لو سمحت ،
لا تعطني هذا الدور مرة أخرى ،
لا تمنحني هذه الصفات
لاتجبرني على ارتداء هذا الزي المضحك
لا ترغمني على ارتداء وجه الإنسان

* * * * * خاطرة رقم سبعة 

صناديق حديدية تجوب الطرقات الإسمنتية
الكل ينظر إلى ساعته
الكل يبدو متأخرا عن شيء ما
الموظف يمرر بطاقته على آلة عمياء
ليثبت حضوره الوهمي في المكان
ليؤمن لنفسه حصته من الكولسترول والنيكوتين
إن كنت تظن أن هناك معنى وراء حدوث الأشياء
انتظر الليل
واغلق على نفسك باب غرفتك
وانصت لتلك الأصوات الجحيمية
تلك الصرخات الحيوانية التي تعبر من خلالك
ثم لتحدثني بعد ذلك عن الغايات
النبيلة لوجود البشري


TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

تحدث حتى أراك

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *